هذه قصيدة في الرثاء كتبت في العصر العباسي ولكن اختلفوا في كاتبها فهي إما للشاعر مسلم بن الوليد أو لأبو محمد عبد الله بن أيوب التيمي
يقول فيها :-
أحقٌ أنّه أودى يزيدُ *** تأملْ أيها الناعي المشيدُ
أتدري منْ نعيتَ فكيف فاهتْ *** به شفتاك كان بها الصعيدُ
أحامي المجد والأسلام أودى *** فمال للأرض ويحك لا تميدُ
تأملْ هل ترى الإسلام مالتْ *** دعائمه وهل شاب الوليدُ
وهل شيمتْ سيوفُ بني نزار *** وهل وضعتْ عن الخيل اللبودُ
وهل تسقي البلاد عشار مزن *** بدرتها وهل يخضر عودُ
أما هُدّت لمصرعه نزارُ *** بلى وتقوض المجد المشيدُ
وحلَّ ضريحه إذ حلَّ فيه *** طريفُ المجد والحسبُ التليدُ
أما ولله ما تنفك عيني *** عليك بدمعها أبداً تجودُ
فإن تجمد دموعُ لئيمُ قومٍ *** فليس لدمع دي حسبٍ جمودُ
أبعد يزيدُ تختزن البواكي *** دموعاً أوتصانُ لها خدودُ
لتبككَ قبة الإسلام لمَّا *** وهتْ أطنابها ووهى العمودُ
ويبكك شاعر لم يُبقي دهرٌ *** له نشباً وقد كسدَ القصيدُ
فمن يدعو الأنامَ لكل خطبٍ *** ينوبُ وكلِّ معضلةٍ تؤودُ
ومن يحمي الخميسَ إذا تعايا *** بحيلةِ نفسه البطلُ النجيدُ
فإن يهلكْ يزيدُ فكل حيٍّ *** فريس للمنية أوطريدُ
ألم تعجب له أن المنايا *** فتكنَ به وهنَّ له جنودُ
لقد عزى ربيعة أن يوماً *** عليها مثلَ يومك لا يعودُ