الأحلام الجميلة
دخل عليه صديقه. انتشله من رحلة التفكير والكتابة التي لا تنتهي.
سأله: "بمَ تفكر؟!"
-إنني أبحث عن الحلم الجميل.
-أنت تبحث عن سراب في مكانك هذا. تعال معي، لأريك الأحلام الجميلة.
أخذه من يده. اصطحبه إلى منتجعٍ ليلي، على منصته راقصةٌ، وحولها جمهورٌ في أوج نشوته. وعندما سأله: "أليس هذا حلماً جميلاً؟!" ردّ بالنفي.
سار به إلى خماراتٍ وفنادق من الدرجة الأولى، وأماكن عامة متعدّدة، وعندما تعبَ من دون أن يعثر على حلمٍ جميلٍ. قال له "عد، ونم الليلة جيداً".
في اليوم الثاني، طاف به صديقه على المدارس والمكاتب السياحية والمكتبات العامة، ودور البغاء الخاصة، فشعر بالإحباط، وعاد من دون أن يرى حلماً جميلاً.
أدخله صديقه، حديقةً عامةً، ليستريحا قليلاً قبل أن يتابعا الطواف. جلسا تحت ظلّ شجرةٍ وارفه. فجأةً رآه ينهض، ويتجه نحو طفلةٍ صغيرةٍ، ترتدي ثوباً أبيض، وتزيّن جانبي رأسها بضفيرتين رائعتين.
جلس القرفصاء قريباً منها، راقب حركاتها البريئة، ونظراتها الساحرة.
كانت الصغيرة تنظر إلى غصن شجرةٍ عليه عصفور.
هتف من أعماقه.
-عثرت عليه!! يا لله. هذا هو الحلم الجميل!
وبينما كانت نفسه تفيض بالسعادة رأى حارس الحديقة يمسكه من قميصه ويقول:
-الآن وقعتَ في قبضتي. أنت سارق الأحلام الجميلة!